الفنان المثال أحمد عثمان

من طرف kimo el hoot الأحد مارس 07, 2010 1:57 pm

أحمد عثمان
الفنان المثال

عرفته الإسكندرية عميدا لكلية الفنون الجميلة بها بعد أن كلفته الدولة بإنشائها عام 1957، ثم عرفته مقررا للهيئة المحلية لرعاية الفنون والآداب، والحق أن الحركة الفنية المعاصرة تدين له بالكثير.
وطيلة إقامة الفنان المثال أحمد عثمان بالإسكندرية لم ين عن الإسهام فى نهضتها الفنية ومشروعاتها التجميلية، والإشراف على معارضها وأعيادها، وهو الذى أقام بميدان الجمهورية أمام محطة الإسكندرية النصب التذكارى الفنى بتكليف من المحافظة عام 1966، وزود متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية بمجموعة من نحته، واشترك فى معرض فنانى الإسكندرية الذى طاف بموسكو وباريس ومدريد، وفى معرض بينالى الإسكندرية. وكان فى مقدمة المشرفين على تنفيذ مشروع حديقة الخالدين، وإنشاء متحف الأعلام بالإسكندرية. وفى يناير 1959 من موقع عمله بكلية الفنون الجميلة تقدم بمشروعه لإنقاذ معبد أبو سمبل وذلك برفعه إلى أعلى الجبل القائم فيه.
ولد أحمد عثمان بالقاهرة عام 1908، وعمل عام 1927 مسجلا للآثار مع بعثة بنسلفانيا بفلسطين للتنقيب عن الآثار، ومنذ بدء عام 1928 سافر لدراسة فن النحت برومه وفلورنسه، وهناك كان يلتقى بالآثار المصرية المعروضة فى متاحف إيطاليا، ويرى بلاده المنبع الأول للحضارات والفنون، مما حفزه على الاهتمام بالفن المصرى، ومكث فى إيطاليا ست سنوات ثم عاد إلى بلاده وعين أستاذا للفنون ورئيسا لقسم النحت بليمان طره.
ومنذ الثلاثينات قام بعمل النحت البارز للمدخل الرئيسى لحدائق الحيوان بالقاهرة، ولنادى ضباط الجيش بالزمالك، وعلى قاعدة تمثال إبراهيم باشا ممثلا أمجاد الجيش المصرى، وفى واجهة مصلحة المساحة بالقاهرة، وفى معهد مصلحة الأرصاد الجوية، وفى برج القاهرة، ومحطة سراى القبة، كما صنع بالنحت البارز تمثالى محمد تيمور ونجيب الريحانى بدار الأوبرا بالقاهرة. وصنع عددا كبيرا من التماثيل وشارك فى عدد من المعارض المحلية والدولية، وبعض معرضه الخاصة بمصر وخارجها، وشارك فى ترميم تمثال رمسيس الثانى المنقول من منف "ميت رهينة" وإقامته بباب الحديد بالقاهرة، وفى عام 1969 صنع تمثالا للشهيد عبد المنعم رياض ليقام فى ميدان النافورة بطريق الحرية بالإسكندرية.
وعندما بدأ العمل فى تنفيذ بناء السد العالى عند أسوان، وخشى على المعبد من أن تغمره مياه السد اتجهت مصر عام 1959 إلى العالم كله ممثلا فى منظمة اليونسكو للمبادرة فى الإسهام معها لإنقاذ هذه الآثار لفنية العالمية، وأصدر مدير منظمة اليونسكو نداءه المشهور فى 8 مارس 1960 داعيا الحكومات والمؤسسات العامة أن يسهموا فى إنقاذ هذه الآثار الرائعة التى تعد من أعظم ما يوجد على ظهر الأرض، فاشترك فى نفقات إنقاذها أكثر من خمسين دولة وأعلنت الجمهورية العربية المتحدة أنها ستتحمل باقى النفقات.
وتقدم المهندسون من مختلف الدول بمشروعاتهم فى عملية الإنقاذ، وتضاربت الآراء، وكان منها مشروعات خيالية كتحويل مجرى النيل بالقرب من منطقة أبو سمبل، أو مشروع بناء حاجز مرتفع حول الأثر، وكلها باهظة النفقات أو غير مجدية، وشرع أحمد عثمان فى بحث الموضوع من كافة نواحيه كفنان مسئول، وبدت له فكرة تقطيع المعبد إلى أجزاء بطريق النشر على ضوء دراساته السابقة لطريقة نشر الجرانيت التى اتبعها المصريون القدماء، وكان قد انتهز فرصة زيارته لألمانيا وإيطاليا وتأكد من أن المنشار السلكى الخاص بالنشر بالمحاجر هو المناسب لنجاح هذه العملية.
واستدعته وزارة الثقافة والإرشاد، وطلبت منه تقريرا عن فكرته، وأوفدته بالطائرة لمنطقة أبو سمبل لدراسة الأثر والموقع والمكان، وسافر أحمد عثمان إلى إقليم النوبة، وفحص جميع آثار المعبد، وصعد إلى قمة الجبل، ثم رأى أن أصلح الأمكنة لإقامة المعبد المنقول هو المكان نفسه بأعلى الجبل، ويقع خلف المعبد مباشرة وعلى ارتفاع 200 مترا فوق سطح البحر، وأذيع مشروع أحمد عثمان فى جميع الصحف، واعتبر مشروعا عمليا يمكن تنفيذه والذى تبنته الدولة وسمى بالمشروع العربى، وأقرته منظمة اليونسكو عام 1963، ثم تم تنفيذه ونقل المعبد وأنقذ.