الغربة والحنين في حب صقلية ؛ للشاعر ابن حمديس الصقليّ :
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الغربة والحنين في حب صقلية ؛ للشاعر ابن حمديس الصقليّ :
الغربة والحنين في حب صقلية ؛ للشاعر ابن حمديس الصقليّ :
(لأول مرة في عالم الشابكة)
يرتبط الحنين ارتباطا وثيقا بالغربة في الشعر العربي ، فعندما يبتعد الإنسان عن مكان ما، يشعر بحنين إليه، ويشتاق لكل ما فيه…
وهذا ما حصل مع شاعرنا ابن حمديس الذي فجر سنين غربته بأشعار ينضح فيها الحب والحنين.
ظل مغتربا طوال حياته ، لم يتخذ لنفسه وطنا على الرغم من طول بعده عنه ... إنه شاعر الاغتراب والحنين الدائم إلى الوطن (عبد الجبار بن حمديس الصقلي ) .
تلقى ابن حمديس ضياع الوطن تلقياً يتفق مع نفسيته ؛ فقد اجتمعت عوامل كثيرة على أن تحرم ابن حمديس كل عزاء بعد ما غلبه اليأس من العودة إلى وطنه الأم .
ويبكي الشاعر ابن حمديس ما أصاب شعبه وبلاده بعد اغتصاب أرضه من قبل العدو النورماندي ، فهوى وطنه بين ليلة وضحاها، وتفرق الناس كل في مكان، وأصبح مأواهم العراء والخيام البالية، ومرت السنوات وتلتها الأعوام وهم في الغربة، والوطن ينتظر الغياب ولكن لا حياة لمن تنادي، فأصبحوا ذكرى تمر في البال كلما ذرفت العين مدامعها.
ولد شاعرنا عام 1055م من أصل عربي ، وكان مولده في مدينة سرقوسة الواقعة على الساحل الشرقي من جزيرة صقلية الايطالية ، وقد كانت آنذاك عربية خالصة !!
وبداية نلقي الضوء على حياة هذا الشاعر المنكوب الحزين ..
فمن هو ابن حمديس !!؟
ابن حَمْدِيس (00-527ه 00-1133م) :
عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي، أبو محمد: شاعر مبدع. ولد وتعلم ف بجزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ ، فمدح المعتمد بن عباد، فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى أفريقية سنة 484هـ ، فمدح صاحبها يحيى بن تميم الصنهاجي، ثم ابنه علياً، فابنه الحسن، سنة 516هـ .
وتوفى بجزيرة ميورقة، عن نحو 80 عاماً.
وله "ديوان شعري مطبوع مشهور" .
أربعة وعشرون عاماً في صقلية - تلك هي كل الفترة التي عاشها ابن حمديس في وطنه، على التحقيق، أما إذا شئنا المجاز قلنا إنه عاش كل حياته في ذلك الوطن - أي في ظل الأعوام التي وعي ذكرياتها وأحداثها. وقد كانت تلك السنون هي عصر الشباب، وفي ذلك العهد تكونت النواة الأولى لشاعريته فشعره في صقلية إبان الصبا هو شعر الفارس المحارب الذي يلتفت إلى آلات الحرب والسفن الحربية ويعتز بالقوة ويحب فيكون حبه عارماً وشهواته فاتكة، ويتردد بين عنف الحرب، ورقة الحب. وهذا ما نلمسه في قصيدة له من ذلك العهد مطلعها :
ليَ قلب من جامد الصخر أقسىوهو مـن رقـة النسيـم أرق
وفي القصائد التي كانت في عهد الرجاء نجده يفتخر بقومه "بني الثغر" الذين يغذي فطيمهم من حلب الأوداج، ويثنى على شجاعتهم وحربهم للروم في البر والبحر، ونكاية سفنهم ونفطها المحرق في أعدائهم، ويقر لعدوه بالقوة شأن الفارس الذي لا يفخر فخراً كاذباً:
ومتخذي قمص الحديد ملابسـاًإذا نكل الأبطال في الحرب اقدموا
كأنهم خاضـوا سرابـاً بقعـةترى للدبا فيها عيونـاً عليهـم
صبرنا بهم صبر الكرام ولم يسغلنا الشهد غلا بعد ما ساغ علقم
وفي كل قصيدة من هذه القصائد "خاتمة حنين" إلى الوطن هي اضعف في القصيدة من حيث النفسية:
أحن إلى أرضى التي في ترابهامفاصلُ من أهلي بلين وأعظـمُ
كما حن في قيد الدجى بمضلةإلى وطن عوْدٌ من الشوق يرزمُ
ولم يكن حال العرب في صقلية ينبئ بخير في منتصف القرن الحادي عشر والأعوام التالية ، فقد سقطت مدن الجزيرة كلها في أيدي النورمان في عام 1092 ، أي بعد ولادة ابن حمديس بسبع وثلاثين سنة ، وكان سكان الجزيرة من العرب قد انقسموا إلى فريقين : منهم من انتظم في صفوف اتخذها النازحون أوطانا جديدة ، أما ابن حمديس فقد يمم شطر الأندلس ، فذهب إلى إشبيلية تحديدا ، وكانت الأندلس آنذاك مجزأة يحكمها ملوك الطوائف ، وكان حاكم اشبيلية (المعتمد بن عباد) ، وهو رجل تمثل في شخصه رجل السياسة والشاعر والأديب ، ولم يكن غريبا
– والحال كذلك- أن يزدحم قصره بشعراء ذلك العصر وأدبائه ، وحسبنا أن نذكر منهم ابن زيدون ، والحجاج ، وابن وهبون ..
جمال يحيى- عدد المساهمات : 7
رد: الغربة والحنين في حب صقلية ؛ للشاعر ابن حمديس الصقليّ :
اتمني لكم دوام التوفيق والنجاح
وتفوز المدرسة انشاء اللة
مع تحياتي امجد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى